أمرنا سيدنا محمد رسول اللّـه ــ صلّى اللّـه عليه وسلّم ــ باستقبال هذا الشهر المبارك بصالح الأعمال والأقوال، فقال:
«أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، ويباهي بكم ملائكته، فأروا من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل».
رمضان شهر الخير، وصدق رسول الله ــ صلّى اللّـه عليه وسلّم ــ حيث يقول: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين، ونادى مناد من قبل الحق تبارك وتعالى يا باغي الشر أقصر ويا باغي الخير هلم».
فالصوم تقوية وتربية للنفس على الصبر، وهو يختلف عن العبادات الأخرى، هو سر بين الله وعباده، لا رياء فيه، يقول رسول الله ــ صلّى اللّـه عليه وسلّم ــ «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به». هذه رحمة من الله - عز وجل - جعلها لعباده، وهو وقاية من جميع الأمراض الحسية والمعنوية، يقول رسول الله ــ صلّى اللّـه عليه وسلّم ــ «الصيام جنّة» - أي وقاية - فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم إني امرؤ صائم»؛ كما أن رمضان يكون فرصة للتخلص من بعض العادات السيئة، ذلك بشيء من العزيمة والحزم يتخلص من شره وشرهه، لذلك يحافظ المسلم على صحته في رمضان حماية روحية وجسدية لا مثيل لها، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، واجعل رمضان شاهدا علينا يوم نلقاك.